نحن نُدرك أن الحياة لا تبقى على حال… ومع ذلك، عندما تطرق أبوابنا فرصة جديدة، فكرة مختلفة، أو حتى علاقة تنذر بالتغيير، نتردد، نتراجع، وربما نغلق الباب دون أن نعرف السبب الحقيقي.

الخوف من التغيير ليس ضعفًا، بل هو طبيعة بشرية. عقلنا يحب الأمان، ويخاف المجهول. يفضل الطريق المعروف حتى لو لم يكن مريحًا، على أن يخوض مغامرة لا يضمن نتيجتها.

لكن المفارقة أن كل تطور نتمناه يتطلب تغييرًا. لا يمكن أن نكبر، أو ننجح، أو نتعافى… دون أن نغادر منطقة راحتنا. التغيير ليس خطرًا، بل فرصة. هو بداية، لا نهاية.

ما يخيفنا في التغيير غالبًا ليس الحدث نفسه، بل فكرة فقدان السيطرة. ولكن الحقيقة أن السيطرة وهم، وأن الثبات المطلق غير موجود. حتى الجمادات تتغير مع الوقت، فكيف بنا نحن؟

التغيير لا يعني نفي الماضي، بل البناء عليه. لا يعني فقدان الذات، بل اكتشاف جوانب جديدة منها. هو الباب الذي نطرق فيه على نسخة أفضل منّا.

خذ نفسًا عميقًا، وتذكّر: لا أحد يعرف كل الإجابات، ولا أحد جاهز تمامًا. لكن الشجاعة لا تعني غياب الخوف… بل المضيّ رغم وجوده.

لا تخف من التغيير… خف من أن تبقى مكانك وأنت تعلم أن داخلك شيء أكبر ينتظر أن يُولد.